Page 109 - alamn
P. 109
الظواهـــر الطبيعيـــة المختلفـــة التـــي وحمايـــة الأمـــن الإنســـاني وقت الســـلم يتنـــاول هـــذا المقـــال إحـــدى الدراســـات
تشـــهدها المملكـــة. والحـــرب ،وذلك فـــي ظل الـــدور المتميز المهمـــة الصـــادرة عـــن جامعـــة نايـــف
الذي قـــام بـــه الدفـــاع المدني اســـتجابة العربيـــة للعلـــوم الأمنيـــة ،وركـــزت هذه
وقـــد اتخـــذت المملكـــة خـــال العقـــود الدراســـة علـــى التطـــور فـــي مفهـــوم
الأخيـــرة خطوات مهمة فـــي مجال حماية لهـــذه التحولات؟ الحمايـــة المدنيـــة وعلاقتـــه بالأمـــن
وفي ســـياق المعالجـــة النظرية لموضوع الإنســـاني ،وذلـــك بالتطبيـــق علـــى حالة
البيئـــة والحد مـــن مخاطـــر الكوارث. الدراســـة ،تطرقـــت الباحثـــة لمفهـــوم
وقامـــت بـــدور فاعـــل عرب ًيـــا وعالم ًيا في الحمايـــة المدنيـــة مـــن حيـــث النشـــأة المملكـــة العربيـــة الســـعودية.
مجـــال توحيد الجهـــود المرتبطـــة بحماية والتطـــور ،وعرضـــت الدراســـة لمفهـــوم وتشـــير الباحثة إلـــى أن مفهـــوم الحماية
البيئـــة والحـــد مـــن مخاطـــر الكـــوارث الأمن الإنســـاني ،وأشـــارت إلـــى التلازم المدنيـــة بـــرز مـــن خـــال التحـــول فـــي
الطبيعيـــة ،حيـــث شـــاركت تقري ًبـــا فـــي بين تطـــور مفهوم الدفـــاع المدني وبروز طبيعـــة المخاطـــر التـــي تهـــدد الأمـــن
كافـــة الفعاليـــات الدوليـــة ذات الصلـــة، مفهـــوم الحمايـــة المدنيـــة مـــع تحولات الإنســـاني ،والتي لم تعـــد مقصورة على
كمـــا انضمـــت للعديـــد مـــن الاتفاقيات مفهـــوم الأمـــن بمعناه التقليـــدي ،وبروز الحروب والصراعات المســـلحة فحســـب؛
الدوليـــة والإقليميـــة ذات الصلة بحماية مجـــالات جديـــدة لمفهـــوم الأمـــن فـــي إذ فرضت الكـــوارث الطبيعية والبشـــرية
وكـــذا الإرهـــاب الدولي تحديـــات ضخمة
البيئـــة والحـــد مـــن مخاطر الكـــوارث. مقدمتهـــا الأمـــن الإنســـاني. للأمـــن الإنســـاني فـــي أنحـــاء العالـــم
كما شـــهد عمل فرق الدفـــاع المدني في وقدمـــت الدراســـة تعري ًفـــا لمفهـــوم كافـــة ،وهـــو ما تطلـــب تطوي ًرا فـــي أداء
المملكـــة تطـــو ًرا مه ًمـــا خلال الســـنوات الأمـــن البيئـــي بأنـــه :تحقيـــق أقصـــى ومهـــام أجهـــزة الدفـــاع المدنـــي ،إضافة
الأخيـــرة ،وذلـــك فـــي ظـــل تزايـــد حجـــم حمايـــة للبيئـــة ،ومنع أي تعـــ ٍد عليها قبل إلـــى اتخـــاذ مجموعة من الإجـــراءات على
حدوثـــه .وأشـــارت أي ًضـــا إلـــى أن هنـــاك المســـتويات المحلية والعالمية للحد من
التحديـــات والكوارث. شـــ ًقا مه ًمـــا مـــن تحقيـــق الأمـــن البيئي مخاطـــر الكـــوارث والتعافـــي مـــن آثارها.
وختا ًمـــا ،أوصت الدراســـة بمجموعة من يرتبـــط بالتوعيـــة ،وهنـــا بـــرز مفهـــوم وهدفـــت هـــذه الدراســـة بشـــكل عـــام
الوعـــي البيئـــي ،الـــذي يشـــير إلـــى إدراك إلـــى تحليـــل مفهـــوم الحمايـــة المدنيـــة
التوصيـــات منها: أفـــراد المجتمـــع لأهميـــة الحفـــاظ علـــى منـــذ نشـــأته حتـــى الآن ،والكشـــف عـــن
البيئـــة ومكوناتهـــا ومنع تلوثها وترشـــيد التحديات المســـتقبلية التي تؤثر في دور
• إنشـــاء شـــعبة مســـتقلة داخل الدفاع اســـتخدام المـــوارد البيئيـــة والتصـــدي وخطـــط الحماية المدنية في المســـتقبل
للمخاطـــر التـــي تتعـــرض لهـــا مـــن أجـــل في ظـــل التحديات المرتبطـــة بالتغييرات
المدنـــي الســـعودي ُتعنـــى بقضايـــا ســـامة وصحة الفـــرد والمجتمع لضمان المناخيـــة وانتشـــار الإرهـــاب الدولـــي
البيئـــة تحدي ًدا ،أو مـــا يمكن أن يطلق اســـتدامة التنمية والحياة الطيبة للأجيال بطبيعتـــه الراهنة ،وذلـــك بالتطبيق على
الحمايـــة المدنيـــة فـــي المملكـــة العربية
عليـــه «الدفـــاع المدنـــي البيئي». الحاليـــة والقادمـــة.
ولقـــد توصلـــت الدراســـة إلـــى عـــدد من الســـعودية.
• تطوير مجموعة من الإســـتراتيجيات وتركـــزت مشـــكلة هـــذه الدراســـة فـــي:
النتائـــج المهمـــة لعـــل أبرزها: كيـــف يمكن للدفـــاع المدني الســـعودي
الخاصـــة بالتوعيـــة بالتغييـــرات ارتبـــاط كل مـــن مفهومـــي الحمايـــة الاســـتمرار فـــي القيـــام بـــدوره المنـــوط
المناخيـــة وتداعياتهـــا المحتملة على المدنية والأمن الإنســـاني ارتبا ًطا وثي ًقا، بـــه وتحقيـــق الأمـــن الإنســـاني؛ وذلـــك
فكلاهمـــا يعد نتا ًجا للبيئـــة الأمنية ذاتها، فـــي ظـــل التحـــول مـــن مفهـــوم الدفاع
المملكـــة. كمـــا أن الإنســـان هـــو وحـــدة التحليـــل المدنـــي إلـــى مفهـــوم الحمايـــة المدنية،
الـــذي ارتبط بتحول طبيعـــة البيئة الأمنية
• هنـــاك حاجة إلـــى إدخـــال ُبعد خاص الأساســـية لـــكل منهما. وطبيعـــة التهديـــدات؛ بهـــدف تعزيـــز
أن تأثيـــر الكوارث الطبيعيـــة في المملكة
بالتأهيـــل النفســـي للمتضرريـــن ليـــس ممتـــ ًدا حتى الآن ،وذلـــك في ظل
ضمن مجالات عمـــل الدفاع المدني غيـــاب مؤشـــرات تؤكـــد تكـــرار وامتـــداد
الســـعودي ،بســـبب التجربة القاسية
التـــي يتعرضـــون لها.
• توســـيع دور الحماية المدنية ،ليشمل
حمايـــة التـــراث الثقافـــي ،إضافـــة
إلـــى أهميـــة تحديـــث نمـــاذج تقييـــم
المخاطـــر وتقييـــم الأداء فـــي حالات
الطـــوارئ.
109